رمضان هو شهر القرآن: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن". قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إنه أنزل جملة واحدة من اللـوح المحفــوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر، ويشهد لذلك قول تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، وقوله: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة". ولهذا كان جبريل عليه السلام يدارس الرسولَ صلى الله عليه وسلم القرآنَ في كل رمضان مرة، وفي السنة التي مات فيها عليه الصلاة والسلام دارسه القرآن مرتين
قالت فاطمة رضي الله عنها: "إن أباها أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين"، وعن ابن عباس: "أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً".
وكان هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والسلف العظام الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته في الصلاة وخارج الصلاة في رمضان، وكان من أراد الإطالة في القراءة في الصلاة في القيام صلى وحده وبمن يطيق.
وإليك نماذج من هديهم في ذلك:
أولاً/ الرسول صلى الله عليه وسلم
في الصلاة
كان يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره، كما حكى عنه حذيفة رضي الله عنه وقد صلى معه ليلة: "فقرأ بالبقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، لا يمر بآية تخويف إلا وقف وسأل، قال: فما صلى الركعتين حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة"، وذلك لأن ركوعه وسجوده في كل ركعة كان قريباً من قيامه.
وصح عن أبي ذر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهم ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل، وليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، فقالوا: لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته".
خارج الصلاة
كان يعرض على جبريل القرآن في ليالي رمضان.
ثانياً/ هدي السلف الصالح
في الصلاة
* كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في ثلاث ليالٍ.
* وبعضهم في سبع، منهم قتادة.
* وبعضهم في عشر، منهم أبو رجاء العطاردي.
خارج الصلاة
* كان الأسود بن يزيد رحمه الله يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان.
* وكان للإمام الشافعي ختمتان في كل يوم سوى الصلاة.
* وكان النخعي يختم في كل ثلاث ليال في العشرين الأول من رمضان، وفي العشر الأواخر يختم في ليلتين سوى الصلاة.
* وكان لأبي حنيفة كذلك ستون ختمة في رمضان.
* وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
* وكان مالك كما قال ابن عبد الحكم: إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن في المصحف.
* وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن.
* وكانت عائشـة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس - أي ارتفعت - نامت.
* وكان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف، وجمع إليه أصحابه.
النهي عن الختم في أقل من ثلاثة أيام هذا في غير رمضان، أما في رمضان خصوصاً العشر الأواخر منه وفي الأماكن المقدسة نحو مكة والمدينة فيستحب الإكثار من تلاوة القرآن، وذلك لشرف الزمان والمكان.
هذا ما ذهب إليه الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وغيرهم، ويدل عليه هديُهم.
ومن أهل العلم من قال إن النهي عام، منهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، حيث قال: (بعض السلف قال: إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل، وأنه لا بأس أن يختم في كل ليلة، كما ذكروا هذا عن الشافعي وغيره، ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره، وأنه ينبغي له أن لا يعجل، وأن يطمئن في قراءته، وأن يرتل كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو فقال: "اقرأه في سبع"، هذا آخر ما أمر به، وقال: "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث"، ولم يقل إلا في رمضان، فجعل بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر).
قلت: يؤيد استثناء رمضان خاصة العشر الأواخر منه والأماكن المقدسة من هذا النهي فعله صلى الله عليه وسلم، حيث كان إذا دخل العشر الأول: "شد مئزره، وأيقظ أهله، وأحيى ليله"، كما صح بذلك الخبر، وما كان يصنع هذا في غير هذه الليالي من العام، والله أعلم
الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد
قالت فاطمة رضي الله عنها: "إن أباها أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين"، وعن ابن عباس: "أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً".
وكان هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والسلف العظام الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته في الصلاة وخارج الصلاة في رمضان، وكان من أراد الإطالة في القراءة في الصلاة في القيام صلى وحده وبمن يطيق.
وإليك نماذج من هديهم في ذلك:
أولاً/ الرسول صلى الله عليه وسلم
في الصلاة
كان يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره، كما حكى عنه حذيفة رضي الله عنه وقد صلى معه ليلة: "فقرأ بالبقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، لا يمر بآية تخويف إلا وقف وسأل، قال: فما صلى الركعتين حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة"، وذلك لأن ركوعه وسجوده في كل ركعة كان قريباً من قيامه.
وصح عن أبي ذر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهم ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل، وليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، فقالوا: لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته".
خارج الصلاة
كان يعرض على جبريل القرآن في ليالي رمضان.
ثانياً/ هدي السلف الصالح
في الصلاة
* كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في ثلاث ليالٍ.
* وبعضهم في سبع، منهم قتادة.
* وبعضهم في عشر، منهم أبو رجاء العطاردي.
خارج الصلاة
* كان الأسود بن يزيد رحمه الله يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان.
* وكان للإمام الشافعي ختمتان في كل يوم سوى الصلاة.
* وكان النخعي يختم في كل ثلاث ليال في العشرين الأول من رمضان، وفي العشر الأواخر يختم في ليلتين سوى الصلاة.
* وكان لأبي حنيفة كذلك ستون ختمة في رمضان.
* وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
* وكان مالك كما قال ابن عبد الحكم: إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن في المصحف.
* وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن.
* وكانت عائشـة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس - أي ارتفعت - نامت.
* وكان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف، وجمع إليه أصحابه.
النهي عن الختم في أقل من ثلاثة أيام هذا في غير رمضان، أما في رمضان خصوصاً العشر الأواخر منه وفي الأماكن المقدسة نحو مكة والمدينة فيستحب الإكثار من تلاوة القرآن، وذلك لشرف الزمان والمكان.
هذا ما ذهب إليه الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وغيرهم، ويدل عليه هديُهم.
ومن أهل العلم من قال إن النهي عام، منهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، حيث قال: (بعض السلف قال: إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل، وأنه لا بأس أن يختم في كل ليلة، كما ذكروا هذا عن الشافعي وغيره، ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره، وأنه ينبغي له أن لا يعجل، وأن يطمئن في قراءته، وأن يرتل كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو فقال: "اقرأه في سبع"، هذا آخر ما أمر به، وقال: "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث"، ولم يقل إلا في رمضان، فجعل بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر).
قلت: يؤيد استثناء رمضان خاصة العشر الأواخر منه والأماكن المقدسة من هذا النهي فعله صلى الله عليه وسلم، حيث كان إذا دخل العشر الأول: "شد مئزره، وأيقظ أهله، وأحيى ليله"، كما صح بذلك الخبر، وما كان يصنع هذا في غير هذه الليالي من العام، والله أعلم
الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد